فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أميرًا على الناس سنة تسع وكتب له سنن الحج، وبعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه بآيات من براءة فأمره أن يؤذن بمكة وبمنى وعرفة وبالمشاعر كلها: بأنه برئت ذمة رسوله من كل مشرك حج بعد العام، أو طاف بالبيت عريان، وأجل من كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد أربعة أشهر، وسار علي رضي الله عنه على راحلته في الناس كلهم يقرأ عليهم القرآن {براءة من الله ورسوله} وقرأ عليهم {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} [الأعراف: 31] الآية.
وأخرج أبو الشيخ عن علي رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ببراءة، فقلت: يا رسول الله تبعثني وأنا غلام حديث السن، واسأل عن القضاء ولا أدري ما أجيب؟ قال: ما بد من أن تذهب بها أو أذهب بها. قلت: إن كان لابد فأنا أذهب. قال: انطلق فأن الله يثبت لسانك ويهدي قلبك، ثم قال: انطلق فاقرأها على الناس.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {براءة من الله ورسوله...} الآية. قال: حدَّ الله للذين عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أشهر يسيحون فيها حيث شاءوا، وحد أجل من ليس له عهد انسلاخ الأربعة الأشهر الحرم من يوم النحر إلى انسلاخ الحرم خمسين ليلة، فإذا انسلخ الأشهر الحرم أمره أن يضع السيف فيمن عاهد إن لم يدخلوا في الإِسلام ونقض ما سمى لهم من العهد والميثاق، وإن ذهب الشرط الأوّل {إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام} [التوبة: 4] يعني أهل مكة.
وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان لقوم عهود فأمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤجلهم أربعة أشهر يسيحون فيها ولا عهد لهم بعد ما وأبطل ما بعدها، وكان قوم لا عهود لهم فأجلهم خمسين يومًا، عشرين من ذي الحجة والمحرم كله، فذلك قوله: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} [التوبة: 5] قال: ولم يعاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية أحدًا.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {براءة من الله ورسوله} قال: برئ إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من عهودهم كما ذكر الله عزَّ وجلَّ.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم والنحاس عن الزهري رضي الله عنه {فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} قال: نزلت في شوّال فهي الأربعة أشهر شوّال، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
قوله: {فَسِيحُواْ}.
قال ابنُ الأنباري: هذا على إضمار القولِ، أي: قل لهم فسيحوا ويكون التفاتًا من الغيبة إلى الخطابِ، كقوله: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا إِنَّ هذا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً} [الإنسان: 21- 22]، ويقال: سَاحَ يَسيحُ سِياحةً وسُيُوحًا وسَيحَانًا أي: انساب، لِسَيْح الماء في الأماكن المنبسطة، قال طرفة: [السريع]
لَوْ خِفْتُ هَذَا مِنْكَ مَا نِلْتَني ** حتَّى ترى خَيْلًا أمَامِي تَسِيحْ

و{أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} ظرف لسِيحُوا، وقرئ {غَيْرُ مُعْجِزي اللهَ} بنصب الجلالةِ على أنَّ النون حُذفتْ تخفيفًا، وقد تقدَّم تحريره. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2)}
إِنْ قَطَعَ عنهم الوصلةَ فقد ضَرَبَ لهم مدةً على وجه المُهْلَةِ، فَأَمَّنْهُم في الحالِ ليتأهبوا لِتَحَمُّلِ مقاساةِ البراءةِ فيما يستقبلونه في المآلِ.
والإشارةُ فيه: أنهم إِنْ أقلعوا في هذه المهلة عن الغَيِّ والضلال وجدوا في المآل ما فقدوا من الوصال، وإِنْ أَبَوْا إلا التمادي في تَرْكِ الخدمة والحرمة انقطع ما بينه وبينهم من العصمة.
ثم قال: {واعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى اللهِ وَأَنَّ اللهَ مُخْزِى الكَافِرِينَ} والإشارة فيه: إنْ أصررتم على قبيح آثاركم سعَيْتُم إلى هلاككم بِقَدَمِكُم. وندمتم في عاجلكم على سعيكم، وحَصُلْتُم في آجِلِكم على خسرانكم؛ وما خَسِرْتُم إلا في صفقتكم، وما ضَرَّ جُرْمُكم سواكم وأنشدوا:
تبَدَّلَتْ وتبدَّلْنا واحسرتا ** مَنْ ابتغى عِوَضًا لليلى فلم يَجِدِ

. اهـ.

.تفسير الآية رقم (3):

قوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما أنزل البراءة، أمر بالإعلام بها في المجمع الأعظم ليقطع الحجج، فقال عاطفًا ظهرة الجملة إلى مضمونها: الإخبار بوجوب الإعلام بما ثبت بالجملة الأولى المعطوفة عليها من البراءة: {وأذان} أي وهذا إعلام وإعلان واقع وواصل {من الله} أي المحيط بجميع صفات العظمة {ورسوله} أي الذي عظمته من عظمته، فلا يوجهه إلى شيء إلا أعلاه عليه؛ ولما كان المقصود الإبلاغ الذي هو وظيفة الرسول، عداه بحرف الانتهاء فقال: {إلى الناس} أي كلهم من أهل البراءة وغيرهم {يوم الحج الأكبر} قيده لأن العمرة تسمى الحج الأصغر.
ولما كان كأنه قيل: ماهذا الإعلام؟ قال مفسرًا له مصرحًا بما هو المقصود لئلا يقع فيه نوع لبس حاذفًا الصلة إعلامًا بأن هذا مستأنف على تقدير سؤال سائل، لا معمول لأذان: {أن الله} أي الذي له الغنى المطلق والقوة الباهرة {بريء من المشركين} أي الذين لا عهد لهم خاص فلا مانع من قتالهم، قيل: والذين وقعت البراءة منهم صنفان: أحدهما كانت مدته دون أربعة أشهر فرفع إليها، والآخر مدته بغير حد فقصر عليها، ومن لم يكن له عهد فهو أولى، ومن كان عهده محدودًا بأكثر من أربعة أشهر ولم يحدث شرًا أمر بإتمام عهده إلى مدته {ورسوله} أي بريء منهم، فهو موفوع عطفًا على المنوي في {بريء} أو على محل {أن} المكسورة واسمها عند من كسرها، وقرئ بالنصب عطفًا على اسم {أن} أو لأن الواو بمعنى مع، وبالجر على الجوار، وقيل: على القسم- قال في الكشاف، قال: ويحكى أن أعرابيًا سمع رجلًا يقرؤها فقال: إن كان الله بريئًا من رسوله فأنا منه بريء، فلببه الرجل إلى عمر- رضى الله عنهم- فحكى الأعرابي قراءته فعندما أمر عمر- رضى الله عنهم- بتعلم العربية، وروى الإمام أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري في مقدمة كتاب الوقف والابتداء بسنده عن ابن أبي ملكية قال: قدم أعرابي في زمان عمر- رضى الله عنهم- فقال: من يقرئني مما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم؟ فأقرأه رجل براءة فقال: {أن الله بريء من المشركين ورسوله} بالجر، فقال: أوقد بريء الله من رسوله؟ إن يكن الله بريء من رسوله فأنا أبرأ منه، فبلغ عمر- رضى الله عنهم- مقالة الأعرابي فدعاه- يعني فسأله فأخبره- فقال عمر- رضى الله عنهم-: ليس هكذا يا أعرابي! قال: فكيف هي يا أمير المؤمنين؟ فقال: {أن الله بريء من المشركين ورسولُه} فقال الأعرابي: وأنا والله أبرأ مما برئ الله ورسوله منه، فأمر عمر بن الخطاب- رضى الله عنهم- أن لا يقرئ القرآن إلا عالم باللغة.
وأمر أبا الأسود فوضع النحو، ونحو ذلك في الاهتمام بشأن العربية ما حكاه الشريف محمد بن أسعد الجواني النسابة في كتابه في الأنساب في ترجمة أبي الأسود الدؤلي بسنده إليه أنه قال: دخلت على أمير المؤمنين علي- رضى الله عنهم- فرأيته مطرقًا مفكرًا فقلت: فيم تفكر يا أمير المؤمنين؟ فقال: إني سمعت ببلدكم هذا لحنًا، فأردت أن أضع كتابًا في أصول العربية، فقلت له: إن فعلت هذا بقيت فينا هذه اللغة، ثم أتيته بعد أيام فألقى إليّ صحيفة فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، الكلام كله اسم وفعل وحرف، فالاسم ما أنبأ عن المسمى، الفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل: ثم قال: تتبعه وزد فيه ما وقع لك، واعلم أن الأشياء ثلاثة: ظاهر ومضمر وشيء ليس بظاهر ولا مضمر، وإنما يتفاضل الناس في معرفة ما ليس بمضمر ولا ظاهر، قال أبو الأسود الدؤلي: فجمعت أشياء فعرضتها عليه، فكان من ذلك حروف النصب، فذكرت منها إن وأن وليت ولعل وكأن، ولم أذكر لكن، فقال لي: لم تركتها؟ فقلت: لم أحسبها فيها، فقال بل هي منها فزدها فيها، وقال أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي في طبقات النحويين: وقال أبو العباس محمد بن يزيد: سئل أبو الأسود الدؤلي عمن فتح له الطريق إلى الوضع في النحو وأرشده إليه، فقال: تلقنته من علي بن أبي طالب، وفي حديث آخر: ألقى إليّ أصولًا احتذيت عليها؛ وفي مختصر طباتهم للحافظ محمد بن عمران المرزباني: كان علي بن أبي طالب- رضى الله عنهم- قد رسم لأبي الأسود الدؤلي حروفًا يعلمها الناس لما فسدت ألسنتهم فكان لا يحب أن يظهر ذلك ضنًا به بعد علي- رضى الله عنهم-، فلما كان زياد وجه إليه أن عمل شيئًا تكون فيه إمامًا وينتفع به الناس فقد كنت شرعت فيه لتصلح ألسنة الناس، فدافع بذلك حتى مر يومًا بكلإ البصرة وإذا قارئ يقرأ {أن الله بريء من المشركين ورسوله} وحتى سمع رجلًا قال:
سقطت عصاتي، فقال: لا يحل لي بعد هذا أن أترك الناس! فجاء إلى زياد فقال: أنا أفعل ما أمر به الأمير فليبتغ لي كاتبًا حصيفًا ذكيًا يعقل ما أقول، فأتي بكاتب من عبد القيس فلم يرضه، فأتي بآخر من ثقيف؛ وقال ابن الأنباري في كتاب الوقف: حدثني أبي قال: حدثنا أبو عكرمه قال: قال العتبي: كتب معاوية إلى زياد يطلب عبيد الله ابنه، فلما قدم عليه كلمه فوجده يلحن، فرده إلى زياد وكتب إليه كتابًا يلومه فيه ويقول: أمثل عبيد الله يضيع؟ فبعث زياد إلى أبي الأسود فقال: يا أبا الأسود! إن هذه الحمراء قد كثرت وأفسدت من ألسن العرب، فلو وضعت شيئًا يصلح به الناس كلامهم ويعربون به كتاب الله، فأبى ذلك أبو الأسود وكره إجابة زياد إلى ما سأل، فوجه زياد رجلًا فقال له: اقعد في طريق أبي الأسود، فإذا مر بك فاقرأ شيئًا من القرآن وتعمد اللحن فيه، ففعل ذلك.
فلما مر به أبو الأسود رفع الرجل صوته يقرأ {أن الله بريء من المشركين ورسولِه} فاستعظم ذلك أبو الأسود وقال: عز وجه الله أن يبرأ من رسوله، ثم رجع من فوره إلى زياد فقال: يا هذا، قد أجبتك إلى ما سألت، ورأيت أن أبدأ بإعراب القرآن، فابعث إليّ ثلاثين رجلًا، فأحضرهم زياد فاختار منهم أبو الأسود عشرة، ثم لم يزل يختارهم حتى اختار منهم رجلًا من عبد القيس، فقال: خذ المصحف وصبغًا يخالف لون المداد، فإذا فتحت شفتيّ فانقط واحدة فوق الحرف، وإذا ضممتهما فاجعل النقطة إلى جانب الحرف، وإذا كسرتهما فاجعل النقطة في أسفله، فإن أتبعت شيئًا من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين، فابتدأ بالمصحف حتى أتى على آخره، ثم وضع المختصر المنسوب إليه بعد ذلك- انتهى.
ويوم الحج المذكور هنا للجنس، أي في جميع أيام الحج- قاله سفيان الثوري- كيوم صفين والجمل وبعاث يراد به الحين والزمان الذي كان فيه ذلك، ولذلك نادى علي رضى الله عنه بنفسه ومن ندبه لذلك في جميع تلك الأيام، وقال أبو حيان: الظاهر أنه يوم واحد فقال عمر- رضى الله عنهم- وجماعة: هو يوم عرفة، وروي مرفوعًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو موسى- رضى الله عنهم- وجماعة: هو يوم النحر، وقيل: أيام الحج كلها- قاله سفيان بن عيينة قال ابن عطية: والذي تظاهرت به الأحاديث أن عليًا- رضى الله عنهم- أذن بتلك الآيات يوم عرفة إثر خطبة أبي بكر- رضى الله عنهم-، ثم رأى أنه لم يعم الناس بالإسماع فتتبعهم بالأذان بها أيضًا يوم النحر، وفي ذلك اليوم بعث أبو بكر- رضى الله عنهم- من يعينه بها كأبي هريرة وغيره رضى الله عنهم ويتبعوا ايضًا أسواق العرب كذي المجاز وغيره؛ وبهذا يترجح قول سفيان- انتهى.
وروى عبد الرزاق عن علي- رضى الله عنهم- أن يوم النحر، وقال في تفسيره أيضًا: أخبرنا معمر عن الحسن قال: إنما سمي الحج الأكبر لأنه حج أبو بكر- رضى الله عنهم- الحجة التي حجها، واجتمع فيها المسلمون والمشركون، ووافق أيضًا ذلك عيد اليهود والنصارى-.
ولما أعلم سبحانه بالبراءة عنها، سبب عنها مرغبًا مرهبًا قوله التفاتًا إلى الخطاب: {فإن تبتم} أي عن الكفر والغدر {فهو} أي ذلك الأمر العظيم وهو المتاب {خير لكم} أي لأنكم تفوزون في الوفاء بالأمان في الدنيا، وفي الإسلام بالسلامة في الدارين.
ولما كانت التوبة محبوبة بالطبع لما لها من النفع قال: {وإن توليتم} أي كلفتم أنفسكم خلاف ما يشتهي من التوبة موافقة للفطرة الأولى، وأصررتهم على الكفر والغدر اتباعًا للهوى المكتسب من خباثة الجبلة ورداءة الأخلاط التي قعدت بالروح عن أوجها الأول إلى الحضيض الأسفل {فاعلموا} أي علمًا لا شبهة فيه {أنكم غير معجزي الله} أي لأن له صفات الكمال من الجلال والجمال، والالتفات هنا مثله في {فسيحوا} والإشارة به إلى ما ذكر في ذلك.
ولما واجههم بالتهديد، أعرض عنهم وجه الخطاب تحقيرًا لهم مخاطبًا لأعلى خلقه مبشرًا له في أسلوب التهكم بهم، فقال عاطفًا على ما تقديره: فبشر الغادرين بالخدلان، أو فبشر التائبين بنعيم مقيم: {وبشر الذين كفروا} أي أوقعوا هذا الوصف {بعذاب أليم} أي في الدنيا والآخرة أو فيهما. اهـ.